ترى من يمسك العصا من المنتصف ، أو من يفكر بصوت عالي ومن يعلق الجرس ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وفتن كحصير خيطت بنسيج مظالم لا متناهية ، عذابات لا تكد تنتهي إلا لاحت بالأفق عذابات ألعن من أختها ، لا تدري ما السبب وترضى رغم أنفك عن دوامات الحياة المتداخلة كعقد لا تنفك إلا بمعجزات خارقة للعادة ، ليحتار العقل باحثا عن مستفيد لتكون الإجابة سلبية بالأسف حيث لا توجد إجابة ، لا تدري كيف السبيل للخروج إلى عالم أفضل ملؤه العدل والأمن والأمان والإيمان ، فالواقع أن القوي يأكل الضعيف والوضيع أصبح شريفا ، وأمن السارق وخون الأمين ، واستبعد صاحب المعروف وقرب الراقص على أوجاع الأمة وصفق له ، آهات القلب تترا على أوضاع باتت كئيبة وموازين اختلت وعلاقات تفككت ، وبركات تبددت وثروات استنزفت ، فيا خوفي من مآلات الخطوب ونتائج الدروب وارهاصات الزمان المتخفي وراء أقنعة النجوم بإنتظار أوامر البداية للنهاية لتقام ساعة الحقيقة المتخفية ، معلنة الهروب من القريب نحو البعيد لتتمنى كل نفس لو بينها وبين الذنوب مسافات الصحاري والبحار ، حيث النفس في غفلة اذا ماتت انتبهت ، عندما لا ينفع الندم لتكون الذاكرة حديدا لاعنة دنيا الغرور مستدركة قناعة غابت خلف الوهم أن الدنيا لا تعدل شيئا بحقارتها ، لكنه حب الشهوة والشهرة ومال الأعمال وذهب قد ذهب ، خوفي على خسارة دار الحق أما دار الباطل فلا تهمني وإن أهمتني لأن حياتها ليست حياة وان كان عيشها هانئا بالنفس فهو على مر الأيام يؤول للصفر المبعوث في سفر الخلود بحينه ، أما حياة دار الحق فالحق الحق أقول أن عمارتها بالصالحات التي رأس مالها القبول الذي بذور ثماره الإخلاص ، فالمراهنة اذن ليست على دار لها بابان ، باب ندخله بالميلاد وباب نخرج منه بالميعاد ، فهي الدنيا دار خداعة لا تركن على حال متقلبة لا صاحب لها ، أما دار الخلود التي مزرعتها الدنيا فهي حتمية القضاء بعد انقضاء دنيا الوهن ، فيا نفس اعبري جسر الإيمان بلا تردد ولا تلقي بروحك المترددة نحو وادي المهالك ، فالجاهل من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، فيا الله اجعل الدنيا بيدي ولا تجعلها بقلبي وابني لي عندك بيتا في الجنة بجوار حبيبك المصطفى ، فأنعم بها وأكرم من دار ليست كدار البوار