رق قلبي وتساقطت دمعتي وغدت حائر ، لطفل أصبح يتيما بعد أن كان بوطنه سامر ، ليكون مبعدا عن أشيائه وأجوائه مهاجر ، لا ذنب له إلا أن أهلوه أرادوا له مستقبلا ظافر ، فحوربت سواكنه من قوم ظلم ليس لهم واحدا شاكر ، يقودهم نحو فوضى كل قواد زفير أنفاسه جائر، ليلجئ الطفل الحزين مع كل مسكين وثائر ، إلى بلاد رأى فيها أمل الإستقرار الباهر ، لا يريد من بلاد ملاذه أمرا مستحيلا أو لغز ساحر ، إنما يريد أن يفتح صفحة جديدة تنسيه كابوس الفاجر ، ذلك الفاجر الذي باع أحلام الأطفال لخائن عاهر ، فرفقا بطفل لم يرد إلا أمانا كشخص زائر ، يحلم بوطنه حتى لو أصبح في المهجر بالقمة ماهر ، ليبقى يحسب نفسه ولو بعد حين مغتربا مسافر، لأنه شرب من حليب أمه التي رأى فيها وطنا طاهر ، فالحق غالب طالما الرحمن عالما بالسرائر ، ينصر المستضعفين بأهل العزائم ليبقى العدل قاهر