خرج الولد من بطن أمه بشارة العائلة ، وخرج الميت للآخرة من دنيا فانية ، الخروج مبدئ في كل شأن له زاوية ، الطالب يتخرج بعد دراسة في الجامعة ، والجندي يتخرج بعد تحية علم بسارية ، والشريك يخرج من الشركة إذا كانت خاسرة ، ومن الناس من يخرج في الآفاق داعية ، ومنهم من يخرج على الدولة الراعية ، خروجا مدعاة لفوضى وفتنة طاحنة ، والفن أيا كان له مخرج ينتقي اللقطة الساخنة ، والفنان يخرج لجمهوره بأجمل طلة ساحرة ، وفي البرنامج تجد أيقونة خروج ظاهرة ، ومخرج الدهليز للباحث بنهايات قاهرة ، وفي الإسلام الخراج من أمصار دولة مترامية ، وفي شوارع المدينة المخرج مهم للمركبات السائرة ، ودعاء الخروج من المنزل دفعا لكل نائبة ، ولتخرج من بلد تمر على نقطة أمنية فاصلة ، ويوم القيامة يخرج الخلق لحياة أخرى خالدة ، الخروج إذن مفهوم في كل علم له دائرة ، وفي كل أدب تجد الخروج متأصل بقاعدة ، هذه مقالتي بدفتر الأيام حكمة بالغة ، أروي بها فهمي لكلمة ليست عابرة ، فللمصطلح ما له وما عليه بأفكار حالمة ، لتبقى الغاية ملحة للخروج بفرصة سانحة ، فالولوج والخروج ضدان في كل مسيرة ناجحة .