قصص من وحي السماء خلدها الله في القرآن ، أنوار على الدرب تضيء للناس حياتهم عبر الزمان ، موسى الكليم وعيسى روح الله والملك سليمان ، وأحسن القصص ما كان عن اسرائيل ويوسف ومحمدا العدنان ، أبو العرب اسماعيل وآدم أبو البشر وأبو الأنبياء خليل الرحمن ، ولا ننسى ذا النون ونوح ويحيى وزكريا والحكيم لقمان ، ومن الأنبياء من عوقب أهليهم كصالح ولوط ونوح حيث الطوفان ، وأعذب الكلام ما كان عن العذراء مريم بنت عمران ، رسائل الأنبياء ألقت بظلالها بكل محفل ومكان ، فاستدعت همتي لأستذكر بعضها بعزم وإيمان ، أبدؤها بأبو البشر من اختاره الله خليفة بنو الإنسان ، فأكل من الشجرة مخالفا أمر الإله ومبديا العصيان ، فعاقبه الله وزوجه حواء بخروج من جنان ، ليكون درسا للناس محفزا لهم عنوانه الغفران ، ومن أولي العزم نوحا من دعى قومه بجميل إحسان ، لكنهم رفضوا دعوته فأمره الله بأخذ من كل جنس حيوان ، وبناء سفينة في قلب الصحراء فقابله قومه بنكران ، وما عرفوا أن البحار ظاهرها الماء وباطنها بركان ، لقد نجى كل مؤمن مع نوح وغرق أهل الكفران ، ومن الأنبياء ابراهيم من ترك الشرك بالحنان المنان ، وحطم الأصنام معلنا التوحيد لله ثائرا على الشيطان ، فحاول قومه تعذيبه بشرارة الكفر وإلقائه في النيران ، فأخزاهم الله وجعلها بردا وسلاما بآية ظاهرة للعيان ، ووهبه الله اسماعيل بن هاجر ليكون عونا له ببناء الأركان ، ومن بعده اسحاق بن سارة بشرى لها وفرحة وأشجان ، أبا الأسباط يعقوب الذي أحب ابنه يوسف بإخلاص وجدان ، تآمر عليه اخوته خيانة فتربى بشجاعة الشجعان ، ليصبح نبيا مفسرا للأحلام بإخلاص ولو خلف القضبان ، فلقد ترعرع في قصر العزيز بعد ما رفض إغواء نسوة حسان ، فأكرمه الله بأن أصبح أمينا على خزائن لها أثمان ، وثلث القرآن تحدث عن موسى وقصصه مع فرعون وهامان ، فلقد تربى في قصر فرعون ليكون مع ابنة مزاحم بتحنان ، بعد ما ألقته أمه بصندوق في النهر صادعة ولم يكن بعد له أسنان ، تسع آيات له دلائل وهارون له وزيرا من الإخوان ، فالعصا من الآيات أكلت حبال السحرة كثعبان ، وتزوج بعدما عرض عليه شعيبا أن يختار من بين فتاتان ، ونزل الأرض المقدسة ومدين فنجاه الله من أهل الطغيان ، أنبياء لهم قصص طوال وأخرى قصيرة بحكم لها عنوان ، فلوطا عاقب الله قومه لأنهم انحرفوا برغبة الغلمان ، وصالح عاقب الله قومه لنحرهم الناقة بلا خوف أو إذعان ، وزكريا تمنى على الله ولدا يخلفه فكان يحيى كريم العرفان ، ويونس ذا النون من ابتلعه الحوت حيا بجوفه بأمان ، فآمن له قومه بعدما لفظه الحوت على ساحل الشطآن ، سليمان بن داوود من حكم العالم والإنس والجان ، آمرا للريح في كل الأجواء وخيول مسومة وصولجان ، فدخلت بحكمه بلقيس بعدما رأت من عزيز سلطان ، والمسيح عبدا لله وروحا منه أسمه أغنية بألحان ، وحكمة لقمان نقلها لإبنه تقربا للواحد الديان ،أما أيوبا فقد صابر في وجه نعم كان مصيرها الحرمان ، خاتم الأنبياء الصادق الأمين محمدا رسول الفرقان ، بعث من قريش للعالمين داعيا لجنة ذات أفنان ، آمرا بأحسن الأخلاق وزكاة وصلاة وصوما لرمضان ، وحج للبيت المعمور حيث يجتمع المسلمون من كل الأوطان ، رجالا ناصروه منهم الصديق والفاروق وعلي وعثمان ، صلى الله على محمدا النبي الأمين ما علا صوت الآذان ، وسلم عليه ربه وعلى الأنبياء السلام أصحاب البيان ، خواطر إيمان أصوغها بمعرفة ذكرى بلا نسيان ، حروفها مكتوبة بصدق لأعذب كلام في الميزان ، لتكون نبراسا أصيلا يعلو أدبيات كل الأديان ، هم نجوم القرآن قدوة وقصصهم عبرة لمزيد اطمئنان .