خواطر أدبية نقدية سجعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خواطر أدبية نقدية سجعية

للكاتب الأكاديمي محمد يوسف موسى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فرص. مجنحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 204
تاريخ التسجيل : 11/03/2016

فرص. مجنحة Empty
مُساهمةموضوع: فرص. مجنحة   فرص. مجنحة Icon_minitimeالأربعاء فبراير 08, 2017 6:43 pm

ألا كم كان في أزماني من فرص لاحت بالأفق وتبددت بفعل الشد والجذب لطبيعة قاسية ، أعلام من الناس أطلقت العنان لنصائحها لا تبتغي إلا ما أسرت نفوسها من غايات مضمورة ، فكم وكم رأت العين من أمور عاديات سال لها اللعاب ولم تكتب للمرئ ساعتها لأنها لم تكتب له ، هي الدنيا كسوق مفتوح ينادى له على مسامع ومرئى الناس أي أقبلوا فهنا تجدون الأفضل وآخرون يعرضون ما يرون أنه الأجود ، بضاعة سيقت في كل مكان كان لها من اشترى وضاعت عن من صك وجهه عنها ، ولم يعلم أنها مخزن لقيمة ضاعت عنه لأنه رفضها خوفا أو إعراضا بلا سبب إلا لأنها ليست له ، فرص هي الدنيا فمن يغتنم منها أفضلها يكون سعيد الحظ ، ذلك الحظ الذي لا أدري كنهه بعد ، هل هو قالب أعد مسبقا لكل مرئ حسب اسمه أو وطنه أو عائلته ، فحظي أني لم أولد من عائلة برجوازية وحظي أني لم أكن من سويسرا ، وحظي مختزن في ظل اسمي الذي لم أختاره أصلا ، لقد أثرت حيرتي يا حظ لدرجة أني لم أعد أعرف أن أقرر أسباب ضياع الفرص مني هل هو حظي السيء ، هاأناذا عدت ذاكرا الحظ مرة أخرى الذي لا أجد له تعريفا محددا في قاموس النجاح والفشل ، إلا خيالا يشكل طاقة للكلمة لتنطلق بالحركة المنطوقة ، في كل مرة أجرد بها حسابي مع الأيام في دفتر خواطر تسكن صفحات الزمان ، ذلك الزمان المحدود ببداية معروفة ومستقبل غائب لا يتأتى إلا لحظة الصفر المقرر له ، وبعد عد تنازلي لكل حدث أو لقاء أو قرار مصيري أو أي شيء آخر مهم أو غير مهم ، لقد حار فكري في تعريف جامع مانع لما يسمى الحظ لدرجة أصبحت أتفائل أو أتشائم أو قل أتشائل بصفاء السماء وهديل الحمام وسكون الليل عندما يرحل النهار ، وأرجع سبب حيرتي في الوقوف على معنى الحظ هو عدم معرفتي مصدر ذلك الحظ ، هل هو صنيعة بشر صالحون أو طالحون أو بين بين يؤثروا في حركة المعاش اليومي للناس ، وبالتالي يغدقون هنا ويمنعون هناك ، أم ترى هو قدر إلهي لا كما غنى العندليب أحمق العينين ، حتى لا أخرج من دائرة الإيمان على الأقل فأخسر الدنيا والآخرة ، بل أقول أنه أي الحظ قدر له حكمة إلهية فهمها من فهمها وجهلها من جهلها . أستطيع الآن أفهم المعادلة أكثر ، فالفرق بين القدر الإلهي والحظ البشري شعرة ، تلك الشعرة التي تمنع الموت عن من يلقي بنفسه من عمارة عالية منتحرا ليجد نفسه واقعا في حاوية ملئى بالقمامة ، أو تلك الشعرة التي تمنع الزواج عن عاشقين بسبب مشكلة مصطنعة تحول دون التوفيق بينهما ، أو تلكم الشعرة التي تمنع رزقا عن إنسان وصلت اللقمة له حد الفم ، لكنها بلحظة ما تسقط في وحل الحسرة بسبب قرار ليس له فيه يد ليقول بعدها مسلما لعله خير . هذه الحياة إذن يا صاح شبكات اجتماعية متداخلة بعضها فوق بعض ، إطارها العام السياسة ووقودها المحرك الإقتصاد وحدودها الفاصلة الدين ونتائجها المتراكمة الثقافة ضمن علاقات إنسانية واسعة وأخرى ضيقة ، فهذا يؤثر في ذاك وذلك يؤثر في تلك ، ليكون حظ كل إنسان سيد الموقف لكنه مرهونا لقوة التأثير الكامنة في ذلك الإنسان . يمكن في نهاية المقال أن أعرف الحظ مجتهدا متعلما لا معلما ملقنا أنه ذلك الصوت الخفي مجهول المصدر داخل الإنسان ، والذي يرجح لديه كفة الإختيار أو كفة عدم الإختيار ، في ميزان شخصي خاص وبتقرير الأفضل العائد على الذات ، متأثرا بضوضاء السلبيين أو إيجابية الناصحين ، ليختار مع يراه الأنسب له بعد سماع ذلك الصوت الكامن في ضميره مستندا لكل مبادئ وقواعد وسياسات الحياة على أساس من الخبرة الشخصية التي تشكل قاعدة للقرار ، والذي لا يعرف ايجابيته من سلبيته إلا بعد خوض التجربة بهامش من مغامرة محسوبة العواقب ، بعيدا عن آفة النجاح وهو الخوف اللاإرادي الذي يكبح جماح التحدي نحو التغيير للأفضل ، والذي يحتاج لإدارة تضبطه في حدوده الدنيا ، وإلا كان مرضا مقعدا عن عمل أي شيء في عالم لا يعرف سوى القوة ، أما العدالة فهي من صنع الله التي لا تأتي إلا في وقتها ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mymco74.yoo7.com
 
فرص. مجنحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خواطر أدبية نقدية سجعية  :: الفئة الأولى :: جديد-
انتقل الى: