واعجباه لوالي كان على صحار ، اسمه مبارك وهو مبارك ذو وقار ، مدرس ذو علم شيخ الشيوخ في الأمصار ، لو كنت شاعرا لكتبت فيه أجمل الأشعار ، لكن حسبي خاطرة أنثرها بسجع مثار ، رأيت فيه تواضعا لا يكون إلا من أحرار ، تشرفت بمزاملته في جامعة لها شعار ، وتشرفت أني كنت بقرب قصره جار ، أولاده ملتزمون بالأدب جلهم أبرار ، وبعد حجه البيت له من الزوار ، فما كان منه إلا كرم الضيافة بتواضع الأخيار ، لم يفتنه جاه وقد آمن بجنة ونار ، ولم يغريه مال وقد علم أنه بالأيادي مدار ، حتى الشهرة لم يحسبها فضلا من نعم الأقدار ، هكذا يكون الولاة لا رهطا من أشرار ، لم تثنيه عرجته عن العمل بجد واقتدار ، الوالي الحق يجلب النفع بلا ضرر أو ضرار ، ويرحم الرعية بالإستقرار ودنو أسعار ، لتبقى ذكراه حاضرة بلا تهمة أو عار ، فيا طالبا للعلم اجعل قدوتك رجلا ذوقرار ، لا نجما من نجوم الشاشة مثل ميسي أو نيمار ، من يعيشون حياتهم على صور لها إشهار، فالحق والحق يقال ليلا أو في نهار ، القدوة موجودة ليس لها أسرار ، لكنها بحاجة لإمعان نظر و حسن إظهار ، شهادتي بالوالي مبارك مجروحة بإصرار ، إصرارا لمن يستحق المدح مع شديد اختصار ، أمنيتي أن يكون لي في السلطنة بيت أو دار ، لأنعم من بحر العرب من كل الثمار ، فمن أجمل أيام حياتي كانت بتلك الديار ، أسأل الله أن تعاد مع جميل إبهار .