اعتلت في الروح أشجان دعت في القلب دافعا في استدعاء ذكراه ؛ وترنمت على موسيقى الصبابة أحلام زادت من تعابير الوجدان أمنية ، ما انفكت بالبال تسترعي انتباه العقل في سكون المسكين لتقلب عواطفه بأحجية لا يستطيع فك شيفرتها إلا من هدى الطيور خامصة بالصبح لتعود لأعشاشها بطانا ، هذه السنين يا صاح تمر بأعمارنا على مهل لنعد أيامها كإرتحال المسافر على أفلاكها ينتظر في رحلته استقرارا يرفع عن النفس أثقالا ما فتئت تضعف الجسد ، لتذوب في وعاء التاريخ آلام وعذابات قيدت في دروب العمر ابتسامات حرمت من الإنطلاق في فضاءات الحياة مخضرمة بين الحب واللاحب ، فيا سنة رحلتي عنا فمرت سويعات أيامك بحلوها ومرها لنغربل بعدك ذكراك فنعاود نسخ أحلى ما فيك لنبثه ريحانا في نسيم ليالينا أو نكتبه حبرا على صفحات صباحاتنا ، ليكون المستقبل مختزلا في خواطرنا حاضرا مسكونا بالحب وفي عبارات الصدق يزين وسائط رسائلنا التي لن تكون بعد اليوم مبعثرة في فوضى تسرق أحلى أحلامنا من أجل من نعولهم بعرق جباهنا ، وحتى نسدي عزائم توفيقنا محققة برجال عاهدوا ربهم بالإيمان لأجل أن يكون الأمن فينا مزروعا بعبق الرياحين والعوسج والدحنون ، فعهدا يا زمان لن نركن فيك للمكان إلا مكانا كان له في القلب المكان ، لتمر سنينك مسرعة بأجمل مكان نحيى بكيانه فلا ينزعه من قلوبنا كائنا من كان ، فنغرد مع زقزقات العصافير قصصا تروي بعبارات معنونة بكان وكان أغنية نسمو بألحانها حدود الزمان والمكان .