خاطرة : تحاجت المدرسة والجامعة ذات يوم أيهما أفضل ، فقالت المدرسة للجامعة أنا خير منك أربي أجيالا يتعلمون القراءة والأدب وأنت تأخذينهم جاهزون ، لم يعجب الجامعة الكلام فردت على المدرسة عجبا لك لولا صرح أبنيتي وعزم رجالي لما استقطبت معلمون مميزون ، ضحكت المدرسة في سرها لتستطرد حديثها قائلة وهل أنت يا جامعة كنت قائمة لولا جحافل طلابي المتفوقة ، فردت عليها الجامعة على الفور نعم أستقبل طلابك ممن حفظتهم العلوم لكي أعيد صقلهم بمعارف ومبادئ وأصول يتخصصون فيها بجد لكي ينيروا دروبهم بمستقبل جديد ، ولا تنسي كيف يمارسون مواهبهم في أنشطة تروح عن أنفسهم ويتثقفون بمشارب شتى منها ينهلون ، طأطأت المدرسة رأسها لتفكر برد قوي يزيل زعزعة الثقة بنفسها نتيجة خطاب الجامعة المفحم فلم تجد بدا من الضرب على وتر الشغب الحاصل في الجامعات لتقول من غير حرج لكنك يا جامعة مصدر للنزاعات الشبابية التي تمزق تماسك المجتمع من غير فائدة لكن طلابي أصحاب ما قل ما يتجمهرون في مواجهات إلا بحالات فردية لا تذكر، ردت الجامعة لا أنكر ذلك ولكن وكيف أنت لا يحترم طلابك معلمهم ولمنشأتهم يخربوا عهدتهم أما أنا طلابي لجامعتهم وأستاذهم يحترمون ، وطلابي يتخصصون ليرفدوا أسواقهم بطاقات فريدة تحرك الإقتصاد وتعزز الإستقرار الذي لولاه ما فتحت أبوابك للأجيال ، استشاطت المدرسة غضبا وشعرت أنها الحلقة الأضعف فركزت على أنها الأساس الذي لولاه ما كان البناء ، فاستطردت الجامعة القول في أنها مركز للمعلومات ومعهد للبحث ومصدر للمعرفة وأن المدرسة تابع لها فالناس تقول مدرسة جامعية ولا تقول جامعة مدرسية ، أفحمت المدرسة واعترفت أنها قمر والجامعة شمس العلوم لنورها عاكسة ، وتيقنت أن مثلها والجامعة كأختان كبيرة وصغيرة لا غنى للواحدة عن الأخرى ، والمستفيد واحد هو المجتمع المحلي اللتان تعملان تحت مظلته فمخرجات المدرسة مدخلات الجامعة في تناغم وطني فريد .